وهم مؤسســة المنتــــدى
الجنـــــس : عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 11/05/2011 العمــــر : 37 البلــــد : المغرب
| موضوع: القصة .. عناصرها ...أسباب انتشارها ... شخصيات عربية أسهمت فى بنائها ... الخميس يونيو 09, 2011 3:58 pm | |
| القصة .. عناصرها ...شخصيات عربية أسهمت فى بنائها ...
تعريف القصةسرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرًا أو شعرًايقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء.ويقول ( روبرت لويس ستيفنسون)وهو من رواد القصص المرموقين:ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقفالتي تُنَمِّي تلك الشخصية،أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاصتعبرعنه أو تجسده. وفن القصة القصيرة من الفنون الأدبية الحديثةحتى أن عددا كبير من الكتاب و النقاديعتبرونه مولود القرن العشرين بل أن فكرة القصة القصيرة لم تعرف كمفهوم أدبىإلا عام 1933 فى قاموسأكسفورد الأنجليزى. تحويل نثرى لرؤيا شعرية باى لغة واى صيغةولكن تختلف فى جماليات الوصففهي سرد قصصي قصير نسبيًا(قد يقل عن عشرة آلاف كلمة)يهدف إلى إحداث تأثيرمفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما.وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة.وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروطفلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها.والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية(أو مجموعة من الشخصيات)تقدم في مواجهة خلفية أو وضع،وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائيفي موقف.وهذا الصراع الدرامي ـ أي اصطدام قُوَى متضادة ـماثل في قلب الكثير من القصصالقصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرةكما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيهابالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفردلواحد من جماعة مغمورة. ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأنالقصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود،وسيدنا يوسف وراعوث،وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهمهي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة.ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أنالمسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزةالتي لعبت دورالبطولة في السرد القصصي القديم. وقد ازدهر هذا اللون من الأدب، في أرجاء العالم المختلفة،طوال قرن مضى ويعتبر أبرز المبدعين لهذا الفن هو " ادجار ألان بو الأمريكى "من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب .( موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوفوهاردي وستيفنسن)،و " جوجول الروسى " الذى يعتبره النقاد الأب الروحىللقصة الحديثة بكل مظاهرهاوفيه يقول مكسيم جوركى" لقد خرجنا من تحت معطف جوجول" ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي" يوسف إدريس " في مصر،و" زكريا تامر " في سوريا ، و" محمد المر "في دولة الإمارات. ما هي الحكاية ؟؟الحكاية :سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل،وهوينطبق عادة على القصص البسيطةذات الحبكة المتراخية الترابط،مثل حكايات ألف ليلة وليلة .. ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر.وقد يشير التعبير دون دقة إلىروايةكما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز. ما هي الحكاية الشعبية ؟؟خرافة (أو سرد قصصي)تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية.وخاصة في التراث الشفاهي.ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ..ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان.وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية. اللغة ونوعها ومستواها في العمل القصصيفاللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات إيحاءات متعددة مؤثرة،كما هو الحال في اللغة الأدبية الفصحى. وتظهر أهمية القصة القصيرة فى أنها شكل أدبى فنىقادر على طرح أعقد الرؤىوأخصب القضايا والقراءات واقعية أو فنتازيةأونفسية أواجتماعية,,,الخوبصورة دقيقة واعية من خلال علاقة الحدث بالواقع وما تمتاز بهمن تركيز وتكثيففى استخدام الحصيلة اللغوية المناسبةلطبيعة الحدث وأحوال الشخصية وخصائصالقصة وحرفية الحوار والسرد ومظاهر الخيال والحقيقة ..وغير ذلك من الأدواتالتى تصنع هذا الفن الأدبى المتميز.ومن غير شك فإن النقاد أسهموافى بناء القصة القصيرة...حيث أنهم يقيمون القصة القصيرة من خلال التقنيات الفنيةوالـمعطيات الجمالية المرصودةلهافى إطار التعريف المناسب لها،وهذا هو سر تفوق هذا اللون الأدبى الممتع..عناصر القصة : 1ـ الفكرة والمغزى:
وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة،أو هو الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه ؛لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرةواستبعاد الأحكام المسبقة ، والتركيز على العلاقة بين الأشخاصوالأحداث والأفكار المطروحة ،وربط كل ذلك بعنوان القصة وأسماء الشخوصوطبقاتهم الاجتماعية …2ـ الحــدث:
وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً ،تدور حول موضوع عام،وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى …وتتحقق وحدة الحدثعندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي :كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث ؟ .ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراويالذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية ،فالراوي قد يكون كلي العلم ، أو محدودة ،وقد يكون بصيغة الأنا ( السردي ) .وقد لا يكون في القصة راوٍ،وإنما يعتمد الحدث حينئذٍعلى حوار الشخصيات والزمان والمكانوما ينتج عن ذلك منصراعيطور الحدث ويدفعه إلى الأمام .أو يعتمد على الحديث الداخلي … 3ـ العقدة أو الحبكة :
وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا ، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها ،ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية : --ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة ؟أهو داخلي أم خارجي؟.- ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة ؟وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخيأم نفسي؟- ما التغيرات الحاصلةبين بداية الحبكة ونهايتها ؟وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟- هل الحبكة متماسكة .- هل يمكن شرح الحبكةبالاعتماد على عناصرهامن عرض وحدث صاعد وأزمة،وحدث نازل وخاتمة . 4ـ القصة والشخوص:يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة ،ويحرص على عرضها واضحة فيالأبعاد التالية : أولا : البعد الجسمي :ويتمثل في صفات الجسممن طول وقصروبدانة ونحافةوذكر أو أنثى وعيوبها ، وسنها .ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم بهوثقافته ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته ،ودينه وجنسيته وهواياته . ثالثا :البعد النفسي : ويكون في الاستعداد والسلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر ، ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط . 5ـ القصة والبيئةتعد البيئة الوسط الطبيعيالذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص ضمن بيئة مكانية وزمانيةتمارس وجودهاأسباب انتشار فن القصة :يمكن القول إنه :قد كان وراء انتشار هذا الفن الجديد وظهورهعلى مستوى العالم عدة عوامل أهمها :انتشار التعليم وظهور فكرة الديموقراطيةوثورة الطبقة الوسطى وطبقة الـعمال والفلاحينوما شهده العصر من تـطور علمى وفكرىوحضارى وصناعىكما كان للصحافة دور مهمفى بداية هذا الفن ونشره..ونتيجة لكل ذلك أصبحت القصة القصيرةمن أساسيات الأدب الحديث ...لا يضيق بها،بل يتطلب ظهورها وانتشارها وكثرة المشتغلين بتأليفها لأنها تعبر عنآلامهم وآمالهم وتجاربهم ...بدأفن القصة القصيرةفى الظهور والانتشار فى البدان العربيةفى الخمسينات والستيناتمن القرن العشرين ...بعد فترة من دخول المطبعة وظهور الصحيفة وتغير طبيعةالنظام التعليمى وظهورجمهور جديد من القراء ذو احتياجات ثقافية جديدة...وغير ذلك من العوامل التى ساهمتفى ميلاد القصة القصيرةو كان للنقد موقف خاص من القصة القصيرة ربما كانوراء تأخر انتشارها فى الحياة الأدبية،وهذا الموقف صنعه موقف النقاد من القصة والقصاص .. حيث كانوا يعدون القصة عامة،والقصة القصيرة خاصةشيئا يسلى به القارىء نفسه فى أوقات الفراغ ...كما كانوا يعدون كاتب القصةمتطفلاً على موائد الأدب ... مما جعل كتابها ينشرونهافى الصحف والمجلات تحت عنوان (فكاهات)أونوادر ...كما دفع هذا الموقف بعض القصاصينإلى عدم ذكر أسـمائهم على رواياتهمالتى يبدعونها على نحو ما ...وهذا ما فعله محمد حسين هيكلفى رواية (زينب)، حيث وقعها بـأسم ( فلاح مصرى.)..
وكان أكثر ما يقدم لجمهور القراءمنذ أواخرالقرن ال19حتى أواخر الثلث الأولمن القرن ال20 هو من قبيل الترجمة والاقتباس,,,حتى جمع أمين دار الكتب فى بيروت معجما لها أثبت فيه نحو عشرة آلاف قصة مترجمة من مختلف اللغات ...وهذا يؤكد أن ظهور الـقصة القصيرة.. وفن القصص عامة والمسرحياتأنما كانعن طريق معرفة الثقافة الغربيةفى أعقاب الاحتكاك الثقافى والفكرى والأدبىالذىحققته النهضة الحديثةالتى اجتاحت العالم العربىفى هذا العصر الحديث.
وعلى الرغم من قصر عمر القصة القصيرة,,,هذااللون الأدبى المبدعفإن شهرتها وشدة أجتهاد الأدباء والنقاد بهاوحرصهم على إبداعها جعلها تظهربشكل ينافس الشعر أحيانا الذى يعدّ أهم النشطات الأدبية الإبداعيةعلى طول التاريخ الأدبى.
شخصيات عربية أسهمت فىبناء القصةالقصيرةيعتبر الشيخ (رفاعه رافع الطهطاوى)أول من بدأ فى بناء الوصف العام بتحفته الرائعةكتاب (تخليص الابريز فى تلخيص باريز) والذى جاء على شكلمذاكرات محصل العلم الازهرى والذى ارسل معأول بعثة طلابية لفرنسا من قبل الوالى (محمدعلى باشا ) استخدم الشيخ (رفاعة) طريقة الوصف القصصى فى كتابة وهو الأمر الذى اثار الوالىحينئذ وقام بترجمته الى عدة لغاتوارسل نسخة مترجمة للتركية الى الأستانةونشر بعد ذلك فى الوقائع المصرية,,,بعدها قام السيد (عبد الله النديم)خطيب الثورة العرابيةبتقديم تحفتة الأدبية السياسية...رواية (البديل) والتى نشرها على اجزاءفى مجلة (الأستاذ)..
غير أن ظهور القصة العربية وتطورها حدث على يد العملاق (عباس محمودالعقاد)والذى برع وتفوق فى تصوير شخصياته المكتوبةوجعل القارىء يدخل القصة ليعيش معهاوظهرت عبقريتة فى أخراج التاريخ من السرد الموثق..الى السرد الخيالىبأن جعل من شخصيات تاريخية تتحاكى وتتفاعلوتخرج قصصا كما فى سلاسل (العبقريات)..وايضا الاستاذ (أحمد لطفى السيد)والذى قدم القصة القصيرة غيرمحدودة النهايةفكانت اما تظل قصيرة او تمط لتكون رواية طويلة وكان يكتبها فى حلقاتعلى جرائد (المقطم) و (المحروسة)ولكن القفزة الكبرى فى فن القصة العربيةسواء القصيرة او الطويلةظهر فى الاربيعنات من القرن الماضىمع وجود نقاد على درجة(أنور المعداوى)وكتاب من وزن (نجيب محفوظ),,والأستاذ انورالمعداوىأروع نقاد القرن العشرين بلا منازعحيث كان كل مقال نقدى له بمثابةتحفة تصويرية حتى انه كان يجعل من القارىءيجد نفسهامام تصوير كامل لحالة القصة ..وقصة منفردة داخل مقالوالأديب الراحل ( نجيب محفوظ)والذى بدا حياته كاتب قصة قصيرةثم كاتب سيناريو ويعتبر السيناريو الشهير لفيلم (ريا وسكينة)من أروع السيناريوهات الحوارية والذى تطور مع الوقت الى الرواية الطويلة..وقد كان وجود الاستاذ انور المعداوىفى هذا الوقت مفرزةلأكتشاف المواهب الكتابيةاهمها على الأطلاق عبقرى الأدب الساخر(محمود السعدنى)اقوى من برع فى وصف القصة والاحدث والخيال وجعل من القارىء هو الحاكىوالقاص ومن حولها من شخصياتوالأستاذ السعدنىينفرد دائما بالنهايات المفتوحة التى تكون دائما تكملة لأجزاء اخرىوالتى تدخل معظمها تقريبافى نطاق السيرة الذاتية المرتبطة بالاحداث وما حولهالتمتد مع بعضها لتصنع تحفة ادبية منها:(الولد الشقى) بأجزائه.أو (حمار من الشرق بجزئيه).أو (الطريق الى زمش),,أو (المتعوس فى بلاد الفلوس)كلها تعتبر أجزاء مترابطه منفصلة فى عبقرية ساخرة خارج المنافسةالاستاذ (زكريا الحجاوى)من الشخصيات التى أثرت القصة الشعبية حيث جعل من القصة موال ومن الموال قصة ..وفى كتاب له لم يكمله بعنوان ( الكوتشينة)كتب فيه القصص القصيرة عن اشخاص فى حياته ومزج فيها الواقعب الخيالبشكل ساحر فى أحداث تدور بين الواقعية واللا واقعيةوالكاتب الكبير(نعمان عاشور) ابو المسرح العربى الحديث (بغير اقتباس)قدم روائعه المسرحية الناس اللى فوق ,,تلاها بـ (الناس اللى تحت ) ثم (عائلة الدوغرى )على طريقة القصة القصيرة او لا ,,ثم أخرج من جوانبها أتساعاتلتتحول فى النهاية الى المسرحياتالتى اخرجت المسرح المصرى من جو الاقتباسوعلى طريقته سار كتاب اخرين منهم :(الفريد فرج) و (على سالم)والكاتب الاستاذ (عبد الرحمن الخميسى) كتب رائعتة الشعبية (حسن ونعيمة) على شكل القصة القصيرة فى البداية ثم اطال الاحداث والاشخاص وصنع منها رواية مسلسلةوفى طريقة اخرى من طرق القصةهناك اقلامصنعتمن اقصوصة صغيرةقصة طويلة وسيناريو رائعا,,منهم الأستاذ (احسان عبدالقدوس)والذى كتب قصة قصيرةبعنوان (الهزيمة أسمها فاطمة)عن قصة واقعية حكتها له فتاةتعرضت للاغتصاب من قبل مدير الجمعية الزراعيةفى قريتهم وانها هربت وخائفةمن خطيبها المجند فى الجيش وقت الحرب ,وهى نفس القصة التى صنع منهاالاستاذ احسان عبد القدوس فيما بعد قصته الشهيرة(الرصاصة لا تزال فى جيبى) وفكرة مصطفى وعلى امين و أنصاف كلمات أحمد رجب ومواقف انيس منصوركلها صنعت كتَّبًا ذات طبائع متصلة بدأت من الاقصوصة ثم القصة القصيرةالكتَّاب فى القصة القصيرة لم يعتمدوا على نمط واحد ولكنهماعتمدوا على رؤياالاخراج والسرد والتصوير الكتابى بزاويا ابداعية فى حجم اقل بكثيرمن الرواية وأكثر خيالمن المقال وارشق حوارمن المسرحية..****
| |
|